بعد ستة سنوات من النزاع السوري المليئ بجرائم الحرب، وفشل المساعي الدبلوماسية وانتهكات حقوق الانسان، تعتزم الاطراف المتنازعة بعقد جولات جديدة من محادثات السلام تحت اشراف الامم المتحدة.
في ٢٣ و٢٤ حزيزان قامت كل من روسيا، ايران وتركيا بدعم اول نقاش, وجهُ لوجه بين الحكومة السورية والمعارضة في مدينة استانا وارتكزت على تمديد وقف اطلاق النار بعد الهزيمة التي الحقها التحالف السوري الروسي الايراني بالمعارضة في مدينة حلب المحاصرة.
بالرغم من البداية التي ظهرت وكانها مسدودة الآفاق، ادت المحادثات التي شارك فيها السفير الامريكي في كازاخستان والمبعوث الخاص بالامم المتحدة ستيفان دي مستورا وممثلين عن ١٥ حزب معارض الى اتفاق، مما يشكل خطوة مهمة في السياق الدبلوماسي الهادف الى انهاء الصراع.
وفقا للبيان المشترك الصادر عن روسيا تركيا وايران بعد مرور يومين من المحادثات، اتخذ قرار باجراء الية ثلاثية لمراقبة وللتاكد من التزام الاطراف اتفاقية وقف النار من خلال منع اي خروقات ولتحديد كافة اشكال وقف النار والتركيز على المحاربة الجماعية لداعش وجبهة النصرة وتمييزهما عن المجموعات المسلحة المعارضة.
وعبر الرئيس الخزاخستاني عن امتنانه للاطراف التي وافقت على الامتناع عن العداوات واتفقت على تهيئة المناخ المناسب للتوصل الى حل سياسي .ودبلوماسي للازمة السورية ، واكد السيد دي مستورا على ضرورة الوقف الفوري للحرب لصالح الشعب السوري. ورحب المبعوث الخاص للامم المتحدة باجراء تلك الالية الثلاثية وحث الاطراف المشاركة على متابعة الحوار البنَاء خلال دورة محادثات السلام التي ستقام في جنيف بتاريخ ٢٠ شباط ٢٠١٧
نتيجة عن ذالك، تاجلت محادثات جنيف التي كانت مقررة في ٨ شباط الى ٢٠ شباط للاستفادة من محادثات استانا. التنفيذ الفعال لاتفاقية استانا قد يهيء المناخ بتشكيل قاعدة تبنى عليها محادثات جنيف. قد تشكل نية لكل من الحكومة السورية والجهات المعارضة بالانخراط في الحوار السلمي نقطة تحول في التطورات الاخيرة للصراع وقدرة الجهود الدبلوماسية الدولية في انهاء هذا الصراع.
بعد ستة سنوات من الحرب، اصبحت سوريا على شفير الهاوية شوارع دمشق وحلب في وقتها اضحت مغطاة بالدماء والانقاض؛ كما ان اربعة مئة الف مدني قد قتلوا، وتهجر الملايين او لجؤوا الى البلدان المجاورة. تدمرت البنية التحتية، بالاضافة . الى المرافق الطبية التي قصفت بالطائرات والبراميل المتفجرة وتدهور مستوى التنمية الاقتصادية في البلاد. رجال، نساء واطفال قد عانوا من حالات والصدمات النفسية والجسدية وبالمقابلة الاستجابة الدولية لم تعد كافية لتلبية جميع احتياجاتهم..
يرحب مركز جنيف الدولي للعدالة بالخطوات الايجابية الدبلوماسية نحو حل النزاع، ويحث كافة المشاركين على احترام والالتزام بالاتفاقية. ويعبر المركز عن اهتمامه بمصير الملايين من السوريين المتاثرين بهذه الحرب المستمرة، ويدعو المجتمع الدولي إلى مواصلة تعزيز الجهود الرامية إلى تشجيع أصحاب المصلحة تسوية المنازعات سلميا، بما يضمن احترام حقوق الإنسان والمبادئ الإنسانية.