تم وضع نظام العقوبات الدولية من أجل التخفيف من حدة الصراعات وحلها، وليس لخدمة المصالح الوطنية او الأجندات الخفية. هذا ما يقوله الدبلوماسي الألماني، والمنسق السابق للشئون الانسانية في العراق هانس فون سبونيك في حديث خاص مع swissinfo.ch.
تم وضع نظام العقوبات الدولية من أجل التخفيف من حدة الصراعات وحلها، وليس لخدمة المصالح الوطنية او الأجندات الخفية. هذا ما يقوله الدبلوماسي الألماني، والمنسق السابق للشئون الانسانية في العراق هانس فون سبونيك في حديث خاص مع swissinfo.ch.
تجاهل مجلس حقوق الإنسان للإنتهاكات في العراق.. مُؤسف!
في ظل تغاضي مجلس حقوق الإنسان عن مناقشة الإنتهاكات المرتكبة في العراق اليوم، احتضنت جنيف ندوة حقوقية استمرت يومين تحت شعار "المساءلة اتحقيق العدالة للعراق".
التظاهرة التي شاركت فيها منظمات مدنية، عربية وأوروبية، سلطت الأضواء مجددا على معاناة الشعب العراقي جراء فرض الحظر الأممي الصارم عليه، كما لفتت الإنتباه إلى التجاهل الحالي للإنتهاكات الخطيرة المُـرتكبة في البلاد.
المؤتمر، الذي انعقد يومي 14 و 15 مارس 2013 في المقر الأوروبي للأمم المتحدة على هامش الدورة 22 لمجلس حقوق الإنسان، جمع شخصيات أوروبية وعربية، سبق لها أن تقلدت مهامّ رسمية أممية أثناء فترة تطبيق العقوبات الإقتصادية المفروضة من قِـبل الأمم المتحدة على العراق إضافة إلى نشطاء أوروبيين وعرب.
في تاريخ العراق المعاصر حدثان بعيدا الأثر: غزو العراق للكويت في الثاني من آب/ أغسطس 1990، وغزو الولايات المتحدة وبريطانيا للعراق في 19 آذار/مارس 2003. ترى هل استفاد القادة السياسيون من دروس هذين الحدثين؟ ذلك يبقى موضع تساؤل وشك. فما يزال العراقيون يتعرضون للظلم، وما يزال الخطر على الحياة والأضطراب يشكلان جانبا قاسيا من واقع البلاد حتى مطلع هذا العام، حتى باتت المعاناة الجماعية منتشرة على نحو لا يمكن إخفاؤه.
فمنذ الغزو الأمريكي – البريطاني عام 2003 بات التوتر العرقي والطائفية عنصرا أساسيا في سياسة العراق، وذلك في حركة إستقطاب وتجاذب بين جماعات المجتمع لم يالفها العراقيون من قبل. وهذا ما يفسرّ الجرائم المرعبة التي ترتكب حاليا كالقتل والأختطاف وتدمير الممتلكات.
لم يبق الا اعتزازك بنفسك.. وذنبنا. فهل ستسامحنا يوما؟
ما فعلناه بك باسم الحرية والديمقراطية ليس له مثيل في التاريخ. لقد دسنا على حقائق معاناتك، وسعينا بكل الوسائل، حتى الرشاوى، لكي نفوز بالحلفاء، ودفعنا جانبا اولئك الذين عارضوا طموحاتنا الامبراطورية. والقوة السافرة اصبحت البديل عن ذلك الوعد الذي اطلق في عام 1945 عن "انقاذ الاجيال القادمة من كارثة الحرب". انك انت من دفع الثمن
هل ستسامحنا يوما؟
الدكتاتورية الفظة كانت عذابا لك، لكننا زدنا هذا العذاب بسيف العقوبات الذي سلطناه على رقبتك. كنت تتلقى لعنة العقاب المزدوج على شيء لم يكن لك يدا فيه. مات مليونان من اهلك خلال تلك السنوات العجاف، وربما اكثر. لكن هل يعني هذا الرقم الكثير؟ لم يكن لاحد منهم ان يموت بسببنا، فالجميع لديهم حق الحياة بسلام، مثلنا نحن.دعنا لا ننسى اولئك الذين ما زالوا احياء والذين لن يستطيعوا العيش كما كانوا ثانية. لقد اصبحوا كالصدف الاجوف الخالي من الروح.لم نكن نريد ان نشركك معنا في حريتنا وديمقراطيتنا. كل ما كنا نريد هو ان نمرر لك نفاقنا
هل ستسامحنا يوما؟
كاميرا الحياة تأخذ صورا حية. دعنا لا نستخدم تلك العدسات التي تظهر لنا الحقيقة. لا يمكننا الزعم باننا لم نكن نحس بمعاناتك؟ ولا يمكننا انكار عدم المشاركة في تعميق آلامك، وبحماس قل نظيره. كنا نعلم بجوع اطفالك. كنا نعلم بموتهم بالالاف. لكننا لم نكن نحس بالذنب. رؤيتنا لك كانت محسوبة بدقة. لم نكن نتردد في منع الطعام عنك، حتى لو كان في ذلك تهديدا لحياتك.جادلنا بان قوافل الغذاء تلك كانت تستخدم كاسلحة دمار شامل. لكننا في نهاية الامر اعترفنا ان الحصار هو اكثر اسلحة الدمار الشامل فتكا
يحكي هذا الكتاب قصة الحصار الطويل الذي فرض على العراق قبل غزو عام 2003، وهي الفترة التي انتقل فيها العراق من مجتمع ثري، مجهز ببنية تحتية حديثة الي بلد مؤلف من شعب فقير ومحروم. ويتحدث الكاتب عن الثمن الباهظ لنظام العقوبات الشاملة على الشعب العراقي، وعجز البرنامج الانساني بتعقيداته الروتينية والبيروقراطية وقيود الميزانية ـ وتصميم الدول دائمة العضوية في مجلس الامن على عدم السماح للعراق باستعادة مقدرات سيادته - عن تحسين وضع المواطنين العاديين.
مؤلف الكتاب الدكتور هانز فون سبونك، الماني الجنسية، تقلد وظائف عدة في الأمم المتحدة، حتى وصل الى منصب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة في زمن كوفي عنّان وهو الذي اختاره ليكون منسق البرامج الإنسانية للأمم المتحدة في العراق او ما أطلق عليه (برنامج النفط مقابل الغذاء) ....وبعد محاولات عدّة من السيد سبونك لتطوير البرنامج بما يسهم في تخفيف المعاناة عن الشعب العراق، قدّم السيد سبونك استقالته احتجاجاً على موقف مجلس الأمن المحكوم بموقف دولتين دائميتين هما الولايات المتحدة الأمريكية و المملكة المتحدة الرافضتين لأية تعديلات على البرنامج تصب في مصلحة الشعب العراقي، واللتين كانتا تبذلان كل الجهود لتضييق الخناق على العراق
اشترك في القائمة البريدية
الرجاء اضافة البريد الإلكتروني الخاص بكم في الحقل أدناه للحصول على النشرة الإخبارية الخاصة بمركز جنيف الدولي للعدالة