في الندوة التي نظمها مركز جنيف الدولي للعدالة بتاريخ 10 مارس 2016 بمقر الأمم المتحدة، تمحور الحديث عن أوضاع حقوق الانسان في العراق وتزايد الانتهاكات منذ الاحتلال الأمريكي سنة 2003، لا سيما جرائم التطهير العرقي والتهجير القسري التي تتورط فيها مليشيات الحشد الشعبي المدعومة من ايران، الى جانب ممارسات التعذيب في السجون و حملة الاعتقالات العشوائية وجرائم أخرى ترتكب بذريعة مكافحة الإرهاب وعادة ما يذهب ضحيتها أبرياء.
وقد تحدث في الندوة كل من الناشط الحقوقي السيد علي شلال القيسي، أحد اشهر الذين عذّبتهم القوات الامريكية في سجون ابو غريب، ورئيس تحرير وجهات نظر السيد مصطفى كامل، وقد قدم كلاهما عرضاً بالوثائق والصور لأهم أوجه الانتهاكات في العراق والجهات المتورطة فيها.
وتناول السيد علي شلّال في مداختله جرائم الاحتلال الأمريكي مؤكداً انها كانت الأساس لما ارتكب من جرائم في السنوات الاخيرة وخاصة جريمة التعذيب التي مارستها قوات الاحتلال ضد الاف المعتقلين العراقيين من كوادر الدولة والعلماء والموظفين المدنيين وكل أولئك الذين لم يرضوا باحتلال بلدهم، مقدما شهادة حية عن ما عاناه هو شخصيا في سجون الاحتلال الذي تفنن في تعذيبه بأبشع الوسائل في سجن ابوغريب الشهير.
وأوضح السيد شلاّل بالصور مظاهر قاسية من مظاهر التعذيب وتحدّث عن حالات لمعتقلين اخرين كانوا معه في السجن وتعرضوا لأبشع صنوف التعذيب. واكد ان الاحتلال ورغم استخدامه كل هذه الأساليب البشعة الا انه فشل فشل تاما في التأثير على مواقف هؤلاء المعتقلين بل ان ذلك زادهم صلابة وإصرار على موقفهم المبدئي.
من جهته تحدث السيد مصطفى كامل عن عمليّات التهجير القسري التي تجري في العراق منذ الأيام الأولى للاحتلال الأمريكي، وكيف تصاعدت بعد تزايد نفوذ الميليشيات في أجهزة الدولة وخاصة في الجيش والأجهزة الأمنية ثم تأسيس ما يسمّى بـ (الحشد الشعبي)، حيث مارست هذه الميليشيات شتى أساليب التهديد والترويع والقتل من اجبال اجبار مئات الالاف من المواطنين على ترك منازلهم ومدنهم وقراهم الى مناطق أخرى بحثاً عن مكان آمن، وبين كيف ان هذه الميليشيات قد مارست ابشع الانتهاكات من حرق للبيوت والمزارع، وعمليات التعذيب القاسي جدا، لمن تعتقلهم من المدنيين، وصلت الى حرق البعض منهم وهم احياء. واكد السيد مصطفى ان الهدف من ذلك هو اجراء عمليات تغيير ديموغرافي في مناطق معينة من العراق.
وقد حضر الندوة ممثلون عن السلك الدبلوماسي والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكوميّة وعدد من أبناء الجاليّة العراقيّة في سويسرا، وساهم في تنظيم الندوة عدد من المنظمات غير الحكومية منها المنظمة الدولية للقضاء على كافة اشكال التمييز العنصري، ومنظمة المحامون الدوليون، ومنظمة مبادرون، والمنظمة الدولية للشباب والطلبة للأمم المتحدّة واللجنة العراقية لحقوق الانسان.