الدورة 52 لمجلس الأمم المتحدّة لحقوق الإنسان ـ جنيف

بيان مشترك لمنظمة المحامون الدوليون، رابطة معونة لحقوق الإنسان والهجرة و مركز جنيف الدولي للعدالة

السيد الرئيس،

في هذه الأيام، يتذكّر العالم الغزو الأميركي للعراق في آذار 2003 وما تلاه من إحتلال. عشرون عاماً من القتل والتعذيب والتدمير للمجتمع العراقي.

لا توجد إحصاءاتٌ دقيقة للضحايا، فلم يكن ذلك مسموحاً به، لكنّ المؤكّد أن أكثر من مليون عراقي قد فقدوا حياتهم جرّاء ذلك، وأن مئات الآلاف قد ذاقوا صنوفاً مروّعة من التعذيب والمعاملة اللا إنسانية.

كما جرى تدمير البُنية التحتية للبلاد، وإنهار النظامان الصحي والتعليمي، وجرى إدارة الدولة بنظام حكمٍ طائفيٍ مقيت.

لقد جرى إنتهاكٌ واسع النطاق ومنظّم لكل الحقوق الأساسية للشعب العراقي، وأولها الحقّ في الحياة. وزُجّ الأبرياء في السجون والمعتقلات تعسفاً، ولا زلنا نتسلّم يومياً ما يوّثق موت المعتقلين جرّاء التعذيب والمعاملة السيئة والمهينة.

إن غزو العراق، هو عملٌ عدواني صارخ ومستهجنً، قوّض مفهوم سيادة القانون الدولي، وإنتهك كلّ مبادئ القانون الدولي الإنساني، ورغم مرور عقدين من الزمان، إلاّ أنّ مخطّطو ومنفذو الغزو لم يواجهوا أيّ مسائلةٍ قضائيةٍ رسمية.

من هنا يتوجب أن يتولّى مجلس حقوق الإنسان بحث النتائج الكارثية للغزو وأن يسعي لإرسال بعثة تقصي حقائق دولية مستقلة للعراق للتحقيق في ذلك.

وشكرا