جنيف للعدالة: يجب إتخاذ إجراءاتٍ جماعية فعّالة في مواجهة الجرائم الإسرائيلية

الاحتلال يعمل لأن تكون حياة الشعب الفلسطيني في غزّة أمراً مستحيلاً 

جنيف 31/05/2024

اكدّ مركز جنيف الدولي للعدالة أنّه في ظلّ إستمرار الجرائم الإسرائيلية ضدّ الشعب الفلسطيني، وتزايدها بشاعةً وقسوةً، فأن المطلوب من المجتمع الدولي، وبخاصةٍ الدول الرافضة للجرائم الإسرائيلية، أن تتخذ إجراءاتٍ جماعية أكثر فاعلية ضدّ كيان الاحتلال الإسرائيلي لحمله على وقف حربه المفتوحة ضدّ الشعب الفلسطيني.

وشدّد المركز على أن كيان الاحتلال ذهب بعيداً في تماديه وتحدّيه للمجتمع الدولي، ولكلّ القرارات الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدّة ومجلس الأمن الدولي، ومحكمة العدل الدولية الداعية الى وقف فوري لإطلاق النار، وعدم تعريض المدنيين لأي خطر، وعدم عرقة تدفق الإحتياجات الإنسانية للسكّان، إلاّ أنّ الاحتلال يضرب بكلّ ذلك عرض الحائط ويواصل إرتكاب أبشع الإنتهاكات وأكثرها فضاعةً ضدّ الشعل الفلسطيني ككل وسكّان غزّة تحديداً.

لقد واصل الاحتلال ضرب التجمّعات السكّانية بشدّة ووحشية غير مسبوقة، وملاحقة النازحين أينما تجمّعوا، بل أنّه يستهدف يومياً المخيمات بهدف إيقاع أكبر الخسائر في صفوف المدنيين، وهو ما حصل بالفعل خصوصاً بين النساء والأطفال، حيث توفّي الكثير منهم حرقاً جرّاء الحرائق التي طالت الخيام التي ضنّوا أنّها أماكن محمية بموجب القانون الدولي الإنساني. كما إستهدف مخيمات اللاجئين في جباليا ومدارس الأونروا التي لجأ إليها الباحثين عن ملجأ لهم من ويلات الحرب. لم يترك الاحتلال مكاناً لجأ اليه النازحين إلاّ واستهدفه بنيران المدفعية والدبابات، أو صواريخ طائراته.

لقد شاهد العالم جثثاً ـ بعضها مُقطّع ـ مرمية في الشوارع التي حفرتها سرف الدبابات والقصف الجوي، وكذلك بين باحات مدارس الأونروا التي بقيت مجرد هياكل محروقة. كما شاهدنا محاولاتٍ يائسة لإسعاف بعض المصابين إصابات بليغة في ظلّ عدم إمكانية وصول الفرق الصحيّة حيث تعرّضت هي الأخرى للأستهداف والتدمير. وشاهد العالم ايضاً عدد غير قليل من الأطفال يركضون والدماء تغطّي وجوههم وأجسادهم الغضّة، بعد أن حُرموا من التعليم ومن كل مظاهر الطفولة.

وما أن تنسحب قوات الاحتلال من أماكن كانت تتخذها مسرحاً لعملياتها، بما فيها المستشفيات، حتى تبدأ رحلة شاقة لفرق الدفاع المدني الفلسطيني وهي تحاول إنتشال جثامين الضحايا من بين الأنقاض. ومن الواضح أنّ سياسة الاحتلال هي أن لا يبقى أي مكانٍ صالح للعيش في قطّاع غزّة، ولذلك فهي تتنقل بعمليات التدمير من منطقةٍ إلى أخرى. وبنفس الوقت تسعى لإيقاع أكبر قدر من الخسائر في صفوف السكّان ولذلك نراها تستهدف ما تسميه، هي، الأماكن الآمنة، بعد أن يلجأ إليها أعداد كبيرة من النازحين.

وبنفس الوقت تواصل قوات الاحتلال، وبمشاركة المستوطنين، إقتحام المدن والبلدات الفلسطينية في الضفة الغربية، بشكل مستمرّ، وتداهم هناك أيضاً مخيمات اللاجئين، فتقتل وتعتقل أمام مرأى ومسمع العالم. وقد صرّح قادتها عن نيتهم تدمير هذه المدن كما فعلوا في غزّة ـ على حدّ تعبيرهم!.

وتواصل قوات الاحتلال والمستوطنين منع وصول المساعدات الإنسانيّة إلى القطّاع. وهي تستهدف أيضاً طواقم الأونروا وأجهزة الأمم المتحدّة والمنظمّات الإنسانية التي راحت تغلق أماكن تواجدها الواحدة تلو الأخرى. وهكذا يعمل الاحتلال الإسرائيلي لكي تكون حياة الشعب الفلسطيني في غزّة أمراً مستحيلاً مستهدفاً دفعهم للرحيل عنّها، وهو ما صرّح به العديد من قادته منذ بداية العمليات.

 

من هنا، وفي ظلّ الرفض الإسرائيلي لكلّ المساعي والقرارات لوقف الحرب العدوانية ضدّ الشعب الفلسطيني، فقد بات من الضروري أن تتجه الدول لإتخاذ إجراءات أكثر فاعلية، وذات طابع قسري، لحمل الاحتلال على التوقف عن جرائم الإبادة التي يرتكبها. ويمكن للدول أن تتخذ إجراءات جماعية تتمثل في المقاطعة الاقتصادية الشاملة، المنع التام لتوريد السلاح والمعدّات العسكرية، قطع أو تخفيض العلاقات الدبلوماسية، مساندة المحاكم الدولية في إجراءاتها وتوفير الدعم اللازم لها.

إن نداءات وقف إطلاق النار، والمناشدات بدخول المساعدات الإنسانية، وقرارات الأمم المتحدّة التي لا يلتزم بها كيان الإحتلال الإسرائيلي لم تعدّ تجدي نفعاً ولا بدّ من خطواتٍ جماعية فعّالة لإنقاذ الشعب الفلسطيني من ويلات الحرب العدوانية المستعرة منذ ثمانية أشهر.

إن مقتل أكثر من 36000 وجرح أضعاف هذا العدد من الشعب الفلسطيني، فضلاً عن ما ذكر من تدمير، يُفترض أن تكون كافية لدفع المجتمع الدولي لإتخاذ الإجراءات المطلوبة دون مزيدٍ من الانتظار.

إقرأ البيان باللغة الإنكليزية:

palestine statemnt 3

palestine statement 2

Read in English

 

اشترك في القائمة البريدية
الرجاء اضافة البريد الإلكتروني الخاص بكم في الحقل أدناه للحصول على النشرة الإخبارية الخاصة بمركز جنيف الدولي للعدالة